الفنان محمد النجار: مسرحية (وسع طريق) أول عرض مسرحي يناقش ثورة 25 يناير بوعي بشهادة النقاد
محمد النجار أحد فناني الإخوان المسلمين الذين كان لهم إسهام ملحوظ في الأعمال الدرامية التي قدمها فناني الإخوان، لا سيما أفلام السينما القصيرة، والتي تم بثها على قناتهم الخاصة على اليوتيوب، من أهم هذه الأفلام فيلم "المتحولون" وفيلم "متمضيش"، وفيلم "محتاجين لك"، وهي أفلام تتنوع بين السياسي والاجتماعي.
وبالرغم من اكتمال محمد النجار دراميا، إلا أنه لم يوجد حتى الآن هيكل عملي فاعل ومحدد يحتضن فناني الإخوان، ومازال الأمر متروكاً على الاجتهادات الشخصية لكل فنان، وكان النجار بارزا في هذا المجال فهو يجمع العديد من الخبرات التراكمية في المجال العلمي، وتنوعت دراساته بين الطب البيطري، والإعلام والفنون المسرحية، لتمثل حالة من الاكتمال الثقافي الذي يشعرك أنك أمام فنان ثري على كافة المستويات.
في الحوار التالي نتوقف مع الفنان محمد النجار حول أحدث أعماله الإبداعية في مجال المسرح، والتي تمثلت في بطولته للعرض المسرحي "وسع طريق" الذي أنتجته فرقة دراما تياترو التابعة للجمعية المصرية للمسرح المستقل التي أسسها الكاتب المسرحي علي الغريب بعد ثورة 25 يناير.
* قلت في حوار سابق إنك تحب المسرح لكنك تراه فناً وقتياً ولا يدوم كالسينما؟
ـ لم أقصد بذلك تفضيل السينما على المسرح، فالمسرح وسيلة لها خصوصيتها وضوابطها والسينما وسيلة مختلفة لها خصوصيتها وضوابطها، والفنان في الحالتين يتعامل من منطلق الفعل الدرامي.
والذي يميز السينما على المسرح أنها توثق الفن، ومن خلاله يمكن قياس الحراك الاجتماعي والحراك السياسي للمجتمع في فترة ما بسهولة ويسر، وهذا ليس متاحا للمسرح ربما لأن الفيلم السينمائي لا يولد ولا يكون ملموسا إلا بعد تصويره بشكل كامل، أما العمل المسرحي فهو يعرض بشكل حي ومباشر، وقد يهتم القائمون عليه ويصورونه وبالتالي يكتسب أهمية الفيلم، وقد يهملونه، فيذهب في طيات النسيان، وفي هذا خسارة كبيرة.
*نعرف أنك شاركت بدور مميز في مسرحية وسع طريق التي قدمتها فرقة دراما تياترو على مسرح الهوسابير هل هناك شخصية رئيسية لهذا العرض؟
ـ مسرحية وسع طريق من الصعب القول إن هناك شخصية تحتكر البطولة فيها، فكل الشخصيات مرسومة بعناية، وكل شخصية لها مساحة من الخصوصية ولها بصمة تصل للمشاهد وتؤثر فيه، من واقع وضعها الاجتماعي والسياسي.
أما دوري في المسرحية، فأقوم بتجسيد دور النائب البرلماني "نزيه بيه" وهو أحد المتورطين في الفساد مع النظام السابق، ويسعى مع غيره من الفاسدين المنتمين للنظام القديم للتحايل على الواقع بادعاء الانتماء للثورة بالرغم من فساده الفج الذي يعرفه الجميع، ومن هنا تأتي المفارقة الصارخة والتي تتفجر من خلالها الكوميديا.
*بالرغم من تعطش الجمهور للعرض المسرحي الهادف الذي تتوافر فيه أركان المتعة والفائدة إلا أننا نرى المنجز في هذا المجال ضئيل بالقياس للإمكانيات المتاحة؟
ـ اسمح لي أن أقول لك إنه لا توجد إمكانيات ولا يوجد تمويل، وما تراه من أعمال مسرحية يقدمها الإخوان هو من قبيل المغامرة كما يقول على الغريب مدير فرقة "دراما تياترو" التي أنتجت عرض "وسع طريق"، لهذا تجد المنجز أقل بكثير من الاحتياجات. لكن بالعودة للحديث عن عرض وسع طريق، فقد حرصنا فيه على ألا نتنازل عن الشكل الاحترافي برغم ضعف الإمكانيات، خصوصا وأن فريق المسرحية له تجربة واسعة سواء على مستوى التأليف أو الإخراج والتمثيل.
* ذكرت أن عرض وسع طريق يقدم شخصية النائب البرلماني الفاسد.. ما الجديد في هذه الشخصية وقد تناولتها الأعمال الدرامية كثيراً؟
ـ الأعمال الدرامية تتشابه ولا تتطابق، ولكل فنان رؤيته في تجسيد الشخصية وتناولها من زاوية مختلفة، والتأكيد على مساحات معينة، ربما لم يتوقف أمامها الغير كثيرا.
والشخصية التي أقدمها تطرح في إطار فنتازي استعراضي، من خلال النائب البرلماني نزيه بيه الذي يحاول نفي تهمة الفلول عن نفسه، فيذهب لمحل قطع غيار الإنسان ويحاول تركيب أعضاء جديدة تجعله مختلفا في عيون من يراه من خصومه السياسيين، أو الناخبين الذين يطاردونه في كل مكان بعدما انكشفت علاقته بالنظام المخلوع، وفي هذه التفاصيل يمكن الاختلاف في الشخصية ولا تتشابه عما قُدمت به من قبل.
وقد أثنى النقاد كثيراً على العرض وقالوا إنه العرض الأول الذي يتناول الثورة في إطار من الوعي الذي يثير الرغبة الجادة لدى المشاهد للتغير الإيجابي، ومن هؤلاء الناقد المعروف الدكتور كمال يونس والدكتورة وفاء كمال وغيرهم، وهذا دليل على اختلاف التناول والبعد عن النمطية.
*هذا عن دورك وماذا عن بقية فريق العرض؟
ـ هذا العرض به عدد من الفنانين المخلصين للمسرح الهادف، وهو من تأليف على الغريب وصفاء البيلي وإخراج خليل تمام، ومحمد كمال، وبطولة ناصر عبدالحفيظ، ومحمد عبدالفتاح، وعاطف جاد، وعبدالناصر ربيع، وأسامة جميل، وطارق فرغلي، وعادل عبدالنبي.