كيف تختار مرشحك للبرلمان - مقدمة

أخى و اختى الأفاضل .... السلام عليكم

هل فكرتم يوما على أي أساس نختار أو سنختار أعضاء مجلسي البرلمان أو الشورى الذين يمثلونا فى تلك المجالس الموقرة ( بأعتباركم مثلى لم أذهب يوما لصناديق الاقتراع تلك ) لعلمى بأن صوتى ليس له فائدة و لايقدم ولا يؤخر فى النتائج ... وأننى ولله الحمد قد أغنانى الله من فضله بالحلال فلم أفكر فى الخمسين أو المائة جنيها لبيع صوتى لأحدهم و الذى أرى أنه يساوى أكثر من ذلك بكثير هذا لو فكرت يوما ببيعه ... أولا و قبل كل شئ يجب أن تعلم أن صوتك أمانة ... مقولة سمعناها كثيرا ولم نفكر فى معناها كثيرا ... الحقيقة أن صوتك أمانة هو فعلا أمانة ... ووضع الأمانة فى موضعها الصحيح ايضا أمانة .. وعدم وضعها فى مكانها الصحيح تضييع للأمانة و اضاعة الأمانة خيانة و الخيانة شىء عظيم وعقابها كبير فى القوانين الوضعية و السماوية الم تقرأ قول الحق تبارك و تعالى ( ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ... ) النساء 58 تأمل قول الحق سبحانه ( يأمركم ) قلما تجد الأمر المباشر فى القرأن الكريم مثل هذا ان لم يكن الوحيد و ذلك لعظم الأمر ( الأمانة و العدل ) ومعنى ذلك ان الأمر هذا لا يحتاج لمناقشة أو تأوييل خلاف كثير من الأوامر الأخرى و التى تبدأ ب( يأيها الناس ) أو ( يأيها الذين أمنوا ) ... الى غيرة أذن الأمر جد عظيم و هام و يجب أن نعى تلك الحقيقة جيدا .....ثانيا ... ان كان الأمر من الأهمية و الخطورة هكذا فوجب علينا الاهتمام به جيدا بما يناسب خطورة الأمر و عدم الاستهانة به و توعية الأخرين بأهميته و خطورته أيضا من الأمانة ولا تقل عن امانة الصوت نفسه فكثير من الناس يستهين بالأمر و لا يقدر خطورته . و التصويت و الاقتراع هو نوع من الشهادة ومن المعلوم أنه اذا أعطيت لفلان صوتك فأنك شهدت له بالصلاح و الأمانه و الحكمة بحيث يمثلك و يمثل الشعب وأنه خير من ترى من وجة نظرك على الأقل فى تمثيلك أمام الحكومة و سن القوانين و التشريعات التى تحدد مسار الأمة و التى تمس حياتنا و حياتك بصورة مباشرة و غير مباشرة ..و الشهادة فى جميع التشريعات الوضعية و السماوية خطيرة و هامة و مسئولية عظيمة و يكفى أن الحق تبارك و تعالى هو خير الشاهدين ..( وكفى بالله شهيدا ) الفتح 28 .. فيجب أن يعلم كل انسان مسلم أو غير مسلم أن شهادته سيسأل عنها أمام ربه ضيعها أم حفظها و المسلمون شهداء على الناس يوم القيامة و هى مسئولية عظيمة نجا منها غير المسلم و كلف بها المسلم و هى ليست بسيطة و اعتقد أن كثيرا منا لا يشعر بذلك جيدا ( و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ... ) البقرة 143 وقد ندخل فى مأزق أخر نحن المسلمون بأن الشاهد له صفات منها أن يكون عادل و يعلم الحدود والا يشهد الزور و الا خرجنا من الشاهدين .. هذا بأختصار أهمية الصوت الذى تعطية لمرشح ما دون أن تدرى أحيانا مدى مسئولية و خطورة هذا الأمر و ايضا من المعلوم أن حجب صوتك هو حجب للشهادة و كتمان لها ان شئت فأقرأ قول الحق سبحانه ( ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه أثم قلبه ... ) البقرة 283 أذن عدم تصويتك ايضا خطأ و ايضا عدم تصويتك لأحد معناه أنك أعطيت صوت لمرشح اخر دون أن تدرى ... أخى الفاضل و أختى الفاضلة هذا ما أردت قولة و توصيلة لكم ( وما أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقى الابالله عليه توكلت واليه انيب ) هود 88 ارجو أن اكون قد اصبت و ان كنت قد أخطأت فالنية هى الاصلاح و التذكير ..... و للحديث بقية ان شاء الله تعالى فى الصفات الواجب توافرها فى المرشح الذى يستحق اختيارة .الى اللقاء .